السبت، 26 أبريل 2014

دراسة لأثر استخدام جهاز عرض البيانات (DAtA SHOW ) في تحصيل طالبات كلية الملكة علياء في مادة ثقافة اللغة العربية

أثر استخدام جهاز عرض البيانات ( Data show  ) في تحصيل طالبات كلية الملكة علياء في مادة ثقافة اللغة العربية
د . عبد الحافظ محمد سلامة
أستاذ مساعد – قسم تقنيات التعليم – كلية المعلمين بالرياض

 ملخص
سعت هذه الدراسة إلى التعرف على أثر استخدام جهاز عرض البيانات (Data show) في التحصيل الدراسي لطالبات كلية الملكة علياء في مادة اللغة العربية، وإلى معرفة  اتجاهاتهن نحو التقنيات التعليمية.
ولدى إجراء المعالجة وجمع البيانات وتحليلها، أظهرت نتائج الدراسة وجود فروق ذات دلالة إحصائية في التحصيل بين المجموعتين لصالح المجموعة التجريبية (التي درست باستخدام جهاز عرض البيانات بشكل يفوق المجموعة الضابطة التي درست بشكل عادي ) كما بينت الدراسة أن هناك تحسناً في اتجاهات طالبات المجموعة التجريبية نحو استخدام التقنيات التعليمية في التدريس نتيجة تعلمهن باستخدام هذه التقنية .
وقد أوصى الباحث بإجراء مزيد من البحوث حول استخدام بعض التقنيات الحديثة مثل الحاسوب في التعليم في جميع المراحل التعليمية ومختلف المواد الدراسية. إضافة إلى توفير مثل هذه التقنيات وبرمجياتها في المدارس، وتدريب المعلمين على كيفية استخدامها ، وتطوير برمجياتها.
مقدمة :
ترك الانفجار المعرفي والسكاني الذي يشهده عصرنا الحاضر، وما رافقه من نمو مُتسارع في مجال المعارف والعلوم، تأثيراً واضحاً في مجال التربية والتعليم.
فقد جرت منذ مطلع القرن العشرين محاولات جادة استهدفت تحديث النظم التعليمية وتطويرها، وإحداث تغييرات جوهرية في محتواها وأساليب ممارستها. وقد صاحب ذلك اهتمام متزايد باستخدام كافة التقنيات التعليمية المتاحة، والإفادة مما حققه التقدم العلمي والتكنولوجي الذي أغنى العملية التربوية والتعليمية بأساليب حديثة متطورة، وصولاً إلى تعليم أكثر فاعلية وكفاية. (سلامة، 2000) .
وتبع ذلك تغير في دور المعلم والمتعلم، وجعل كليهما يركز على عملية التعلم ذاتها، وتعليم المتعلم كيف يفكر، وكيف يتعلم وكيف يضطلع بدوره في التعلم على أساس من الدافعية الذاتية التي تحفزه لأن يتعلم بذاته، مختاراً الوقت الذي يراه مناسباً لتعلمه؛ وبهذا يصبح المتعلم نشطاً فعّالاً، لا متلقياً سلبياً للمعلومات، ومن هنا برزت فكرة تفريد التعليم، التي تُعدّ من أهم معطيات التكنولوجيا التعليمية، وحركة إصلاحية لمفهوم كلاسيكي اقتصر دور المتعلم فيه على التلقي السلبي، في حين كان المعلم يفرغ ما عنده من معلومات بمختلف الطرق والأساليب التي يراها تسهّل عملية الإرسال ( حمدي، 1982).
ومع إجراء العديد من التجارب البحثية في التدريس باستخدام أسلوب التعليم المبرمج، والحاسوب في مختلف المواد التعليمية في كثير من دول العالم؛ فإن بعض التقنيات قد تجعل منها ذات جدوى في العملية التعليمية لما لها من ميزات التوافر وسهولة الاستخدام إضافة إلى وجود عنصر التشويق .
ومن هنا جاء إدراك الباحث بأهمية استخدام الوسائل التعليمية وتجريبه لها ومنها جهاز عرض البيانات (Data show) في تدريس اللغة العربية معتمداً على معرفته بقواعد استخدام هذه الوسيلة ، علّها تدفع المعلمين إلى الإقبال والاقتناع بجدوى استخدام هذه التقنية في تدريس مختلف المواد الدراسية ومنها اللغة العربية وتفعيل تدريسها من خلال هذه الوسيلة بشكل خاص وجميع الوسائل التعليمية بوجه عام وعلى الرغم من تطور مفهوم الوسائل التعليمية إلى المفهوم الشامل لتكنولوجيا التعليم، التي تأخذ من منحى النظم طريقاً لها، بحيث لم يعد استخدام هذه الوسائل مجرد أدوات لا ارتباط لها بالمنهج أو الطلبة أو البيئة، بل أصبحت جزءاً من نظام متكامل، ومع تطور هذه الوسائل، فإن عدداً من المعلمين في جميع مراحل التعليم في الأردن، وخاصة مدرسي اللغة العربية، لا يأخذون إلا بالقدر اليسير منها، في المرحلة الأساسية.
        وقد حاولت جامعة البلقاء التطبيقية إظهار أهمية تكنولوجيا التعليم من خلال طرح برنامج تعليمي في كليات المجتمع المتوسطة باسم (المكتبات وتكنولوجيا التعليم) الذي بدأ يطبق ابتداءً من العام الجامعي 1999-2000م، وضمن تجديداتها في خطط تربية الطفل طرحت خطة باسم (تصميم وإنتاج الوسائل التعليمية) التي بدأ تطبيقها اعتباراً من مطلع العام الجامعي 2000-2001م.
        إضافة إلى إسهام الجامعات الأردنية الرسمية في الرقي بهذا التخصص إلى مستوى الماجستير (جامعة اليرموك، والأردنية، ومؤتة). إن عدم إدراك مدرسي المواد الدراسية المختلفة، خصوصاً اللغة العربية لأهمية تقنيات التعليم مؤثر بشكل سلبي على استخدامها في التعليم .
        وهذا يشير إلى أن طرق التدريس الشائعة في اللغة العربية تعتمد بشكل أساس على الطريقة التقليدية التي يغلب عليها الإلقاء والمحاضرة، بحيث يقتصر نشاط الطالب على التلقي السلبي دون إثارة لدافعيته واستثمار لقدراته وتقدير لحاجاته من جهة، وبين التركيز على استظهار الحقائق لا معالجتها ، وتشير أدبيات التقنيات التربوية إلى أن استخدامها يمكن أن يسهم في إصلاح طرق تعليم اللغة العربية في جميع المراحل الدراسية، وأول خطوة لاستخدام مثل هذه التقنيات هي اقتناع المعلمين بجدوى استخدامها في التعليم (سلامة، 1999) .
مشكلة الدراسة :
        من هنا تأتي أهمية هذه الدراسة لمعرفة أثر استخدام تقنية (Data show) في تجويد تعليم اللغة العربية في مستوى كليات المجتمع، وفي اتجاه التأكيد على دورها وأثرها، ويؤمل أن يشكل ذلك خطوة تسهم في نشر الوعي بين المعلمين بجدوى استخدام التقنيات وتحسين أساليب التعليم . ويمكن تحديد المشكلة بالسؤال التالي : -
ما أثر استخدام جهاز عرض البيانات ( Data show  ) في تحصيل طالبات الملكة علياء في مادة ثقافة اللغة العربية ؟ 
أهداف الدراسة :
تهدف هذه الدراسة إلى : -
1 – التعرف على أثر استخدام جهاز عرض البيانات ( Data show  ) في تحصيل طالبات كلية الملكة علياء في مادة ثقافة اللغة العربية .
2 – التعرف على اتجاهات طالبات كلية الملكة علياء نحو استخدام تقنية ( Data show  ) في تعليم ثقافة اللغة العربية .
فرضيات الدراسة :
        في ضوء أهداف الدراسة ،  حاولت اختبار الفرضيتين الإحصائيتين التاليتين:
1.  لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (a = 0.05) بين التحصيل الدراسي في مادة ثقافة اللغة العربية لأفراد المجموعة التجريبية (استخدام التقنية) والتحصيل الدراسي لنظرائهن في المجموعة الضابطة (تقليدية).
2.  لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (a = 0.05) بين اتجاهات أفراد المجموعة التجريبية نحو استخدام تقنية (Data show) في تعليم ثقافة اللغة العربية قبل المعالجة ، ومتوسط اتجاهاتهم بعدها.
أهمية الدراسة :
تبرز أهمية هذه الدراسة من خلال تأكيدها على أثر استخدام تقنية جهاز عرض البيانات ( Data show ) في تحصيل طالبات كلية الملكة علياء في مادة ثقافة اللغة العربية. ويمكن تأكيد أهميتها فيما يأتي :
1.  يؤمل أن تسفر نتائج هذه الدراسة عن أهمية استخدام التقنيات التعليمية في تدريس اللغة العربية وأثرها في تحسين مستوى تحصيل الطالبات، علاوة على تغيير اتجاهاتهن نحو  استخدام هذه التقنيات في التعلم، وما يترتب على ذلك من أثر متوقع في ممارستهن المستقبلية، بوصفهن في مرحلة الإعداد ليصبحن معلمات للغة مستقبلاً.
2.  تستجيب هذه الدراسة لتوصيات المؤتمر الوطني للتطوير التربوي في الأردن، الذي دعا إلى تبني طرق تربوية حديثة بالإفادة من التقنيات التربوية .
3.  تسهم في تصميم وسائط تعليمية متعددة لاستخدامها في التعليم ، بالإفادة من الأفكار والآراء والنظريات التربوية الحديثة؛ مما يزيد من فاعلية التعلم .
التعريفات الإجرائية :
1. ثقافة اللغة العربية: مادة دراسية تحمل الرقم (101) وهي متطلب جامعي إجباري، تعده جامعة البلقاء التطبيقية لجميع التخصصات في كليات المجتمع التابعة للجامعة، حكومية وخاصة.
        وتشمل هذه المادة مجموعة من المهارات اللغوية بمستوياتها المختلفة، في أصوات اللغة العربية وصرفها ونحوها، وفي مستواها البلاغي، والمعجمي، والكتابي.
        وتتضمن إلى جانب ذلك تطبيقات في استخدام المعاجم العربية، وتطبيقات على بعض المهارات الكتابية التي لا غنى عنها للطالب في حياته المهنية مستقبلاً .
        وحتى يتصل الطلاب بالنصوص العربية الراقية ضمن هذه المادة هناك موضوعات في التذوق الأدبي شملت مجموعة من النصوص القرآنية والشعرية والقصصية. (جامعة البلقاء التطبيقية، خطة اللغة العربية "101"، 1999).
2. الطريقة التقليدية في التعليم : طريقة التعليم المألوفة ، التي تعتمد بصورة رئيسة على الشرح والتوضيح من المعلم.
3. تقنيات التعليـم : عملية منظمة لجميع المصادر التعليمية، وإدارتها، وتطويرها والتعرف إلى المصادر المتاحة، وتوصيل هذه المصادر إلى المتعلمين لتحسين عمليتي التعلم والتعليم وفي هذه الدراسة سيتم استخدام أداة جهاز عرض البيانات (Data show) في تدريس مادة ثقافة اللغة العربية لمقارنة أثره بأثر الطريقة التقليدية .
4. التحصيل الدراسي: ما يكتسبه الطالب من معارف ومهارات واتجاهات وميول وقيم وأساليب تفكير، وقدرات على حل المشكلات نتيجة دراستهم لمواد البرنامج. ويقاس إجرائياً بأداء الطلبة على اختبار التحصيل الذي أعده الباحث ، ويشمل جميع وحدات مادة ثقافة اللغة العربية (101).
محددات الدراسة :
يقتصر تعميم نتائج هذه الدراسة وفقاً للمحددات التالية :
1.  أجريت الدراسة على : طالبات كلية الملكة علياء، في تخصص تربية الطفل بشعبتيه أ،ب، حول المهارات التي شملها  مقرر ثقافة اللغة العربية المعتمد في جامعة البلقاء التطبيقية.
2.    تتحدد نتائج هذه الدراسة وفق المعالجة المتبعة والتدابير والإجراءات المنهجية المستخدمة.
3.    اقتصرت هذه الدراسة على استخدام تقنية جهاز عرض البيانات (Data show) :
الدراسات السابقة :
تنوعت الدراسات التي تناولت أثر استخدام التقنيات التعليمية في تحصيل الطلبة في المواد الدراسية المختلفة، إذ شملت هذه الدراسات تقنيات وموضوعات متعددة . ولكن – وفي حدود علم الباحث – لا توجد دراسة تناولت جهاز عرض البيانات (Data show) بشكل مباشر ، وإن كانت هناك بعض التقنيات تشبه في بعض خصائصها هذه التقنية مثل جهاز عرض الشفافيات (over head projector ) وقريب منه أيضاً جهاز عرض
(
Slide projector) حيث كل منها وسيلة بصرية ، كما لم يجد الباحث دراسات تناولت تدريس مبحث ثقافة اللغة العربية بشكل محدد في كليات المجتمع . ولذا يمكن استعراض بعض الدراسات التي تناولت اثر استخدام بعض التقنيات في التحصيل الدراسي في موضوعات مختلفة ومراحل دراسية متباينة .
ومن هذه الدراسات ما قام به ( فلاتة ، 1982) حيث هدفت دراسته إلى تطوير مهارات تدريسية وتحسين نوعية التعليم، بتطبيق طرق جديدة تتمثل في استخدام مجموعة من الشرائح الناطقة في المدارس السعودية (لدراسة جغرافية الظواهر الطبيعية)، حيث تألفت عينة الدراسة من (120) طالباً من طلاب الصف السابع، وزعوا على ثلاث مجموعات عشوائياً.
-                     المجموعة الأولى ضابطة وتضم (40) طالباً، تعلموا بالطريقة التقليدية.
-                     الثانية تجريبية، وتضم (40) طالباً تعلموا بطريقة الرزم التعليمية.
-                     الثالثة تجريبية، وتضم (40) طالباً تعلموا بطريقة الشرائح التعليمية.
وقد توصلت الدراسة إلى وجود فرق ذي دلالة إحصائية بين المجموعة الضابطة وكل من المجموعة التجريبية الأولى والمجموعة التجريبية الثانية، ولصالح المجموعتين التجريبيتين، وكذلك توصلت إلى وجود فرق ذي دلالة إحصائية بين المجموعة التجريبية الأولى والمجموعة التجريبية الثانية، ولصالح المجموعة التجريبية الأولى.
وقام ( ويليام وهيرنز ، 1995) بدراسة هدفت إلى معرفة أثر التدريس بواسطة الوسائل السمعية البصرية في القدرة على التعلم الذاتي، مقارنة بطريقة التقديم المكتوب (المطبوع)، وقد أظهرت النتائج بأن استخدام الوسائل السمعية البصرية كان لها أثر أكبر من طريقة التدريس المكتوب. وكانت الأداة مادة تعليمية مصورة على شفافيات، وشريط صوتي سجلت عليه المادة، ومادة مكتوبة تضم المادة المقدمة.
وأجرت ( باترشيا بوجت ، 1989) دراسة حول أثر استخدام الشرائح والتسجيلات الصوتية في الاستيعاب والاتجاهات. وتكونت عينة الدراسة من مجموعتين: ضابطة درست بالطريقة التقليدية، والأخرى تجريبية درست بطريقة الوسائل التعليمية وقد أظهرت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات المجموعة الضابطة ومتوسط أداء المجموعة التجريبية لصالح المجموعة التجريبية على متغيري الدراسة: الاستيعاب والاتجاهات.
        أما ( هولن ، 1986) فقد استقصى أثر استخدام بعض الوسائل البصرية والصوتية والدراما في تحصيل طلبة المرحلة الابتدائية في القراءة، ولم تظهر الدراسة فروقاً ذات دلالة إحصائية.
        وقام ( اسكندر والجملان ، 1985) بدراسة حول أثر دراسة مقرر في تكنولوجيا التعليم بمفرده، وبمصاحبة برنامج تدريبي في عرض الشرائح الفوتوغرافية، وأثر ذلك في تنمية القدرة المكانية لدى طلبة الكلية الجامعية في البحرين.
        وقد أظهرت الدراسة أن المواد التعليمية المستخدمة في المقرر قد ساعدت في إنماء القدرة المكانية.
        أما دراسة ( الأطروشي ، 1979) فقد بحثت في بعض أساليب استخدام الوسائل السمعية والبصرية في تصميم المادة اللغوية.
        وقد أظهرت الدراسة أن هناك أهمية للوسائل التعليمية في مساعدة المتعلم على حُسن التركيب اللغوي، وخاصة الألفاظ التي تتطلب حسن إخراج الحروف.
        وفي دراسة ( آمال ، 1974) التي سعت إلى معرفة إسهام استخدام الوسائل التعليمية في التحصيل الدراسي في تدريس اللغة العربية، أظهرت الدراسة أن هناك فاعلية في استخدام الصور التعليمية في التفاعل في أثناء الموقف التدريسي.
        وأشار ( البنا ، 1980) في دراسته حول استخدام بعض التقنيات في تدريس القراءة للفهم في اللغة الإنجليزية لطلاب المرحلة الثانوية إلى أن استخدام التقنيات في تدريس القراءة تزيد من الفهم وتسهّل عملية الفهم والإدراك معاً، كما أنها أظهرت فعالية استخدام بعض التقنيات وخاصة التسجيلات الصوتية في المساعدة على النطق الحسن، وإظهار مخارج الحروف بشكل مناسب ومقبول.
        وأجرت ( حمدي ، 1991) دراسة حول اتجاهات مدرّسي كليات المجتمع والجامعات الأردنية حول تكنولوجيا التعليم، وأظهرت هذه الدراسة أن مستوى الاتجاه لدى مدرسي كليات المجتمع والجامعات الأردنية نحو استخدام التقنيات التعليمية في التدريس قد تجاوز نقطة الحياد في الاتجاه الإيجابي بما لا يزيد على ثلاث درجات، مما يدل على أن
الدراسة يتمتعون باتجاهات إيجابية، لكنها ليست عالية، نحو استخدام التقنيات في التعليم الصفي.
        كما أظهرت أن مدرسي كليات المجتمع يتمتعون باتجاهات إيجابية نحو استخدام التقنيات التعليمية في التعليم الصفي أعلى من نظرائهم في الجامعات، إضافة إلى أن المدرسين من حملة الماجستير والبكالوريوس (أقل من الدكتوراه) سجّلوا متوسطات أعلى من متوسطات المدرسين من حملة شهادة الدكتوراه.
        وأظهرت دراسة ( البداينة ، 1997) حول استخدام بعض تقنيات التعليم الحديثة ومنها جهاز عرض الشفافيات في وحدة العبادات من مقرر التربية الإسلامية على تحصيل طلبة الصف الرابع الأساس في الأردن أنّ هناك فروقاً ذات دلالة إحصائية في مستوى التحصيل الدراسي يُعزى إلى جنس الطالب أو إلى التفاعل بين الجنسين وطريقة التدريس.
وفي دراسة أجراها ( اشنيور ، 1993) حول أثر استخدام الشفافيات وأسلوب التعليم الجمعي المعتاد في التحصيل المباشر والمؤجل لطلبة الصف الأول الثانوي الزراعي في مادة البيولوجيا، أظهرت هذه الدراسة وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات علامات الطلاب الذين درسوا باستخدام الشفافيات و متوسطات علامات الطلاب الذين درسوا بطريقة التعليم الجمعي المعتاد.
        وقد أجرى كالاهان (Calahan, 1979) دراسة هدفت إلى معرفة الفروقات في تحصيل طلبة الصفوف الابتدائية العليا (الرابع، والخامس، والسادس) في وحدة الدراسات اللغوية مستخدماً الشفافيات والتسجيلات الصوتية، مقارنة بأثر استخدام الطريقة التقليدية.
        وقد أجريت الدراسة في المدارس الأمريكية الحكومية في (هارفورد) حيث شملت الدراسة (18) صفاً و (18) معلماً من الذين يدرسون هذه الصفوف، وقد أشارت نتائج الدراسة إلى أن تحصيل الطلبة في هذه الصفوف لم يتأثر بطريقة الوسائل التعليمية باستثناء طلبة الصف الخامس.
من خلال استعراض الدراسات السابقة يسجل الباحث الملحوظات التالية:
1.  لم تتطرق أية دراسة إلى موضوع اللغة العربية في كليات المجتمع، ولا توجد هناك دراسة (في حدود علمه) بحثت في الموضوع نفسه والمرحلة نفسها في آنٍ معاً؛ مما يعطي أهمية خاصة للدراسة سيما وأن مادة الثقافة التي أقرتها جامعة البلقاء لم تدرّس إلا ابتداءً من العام الجامعي 99-2000. 
2.  معظم هذه الدراسات أظهرت نتائج إيجابية لصالح استخدام بعض التقنيات التعليمية، في مراحل دراسية مختلفة، ومواد دراسية متنوعة.
3.  قلة الدراسات التي تعرضت لمتغير الاتجاهات، فهناك دراستان هما: دراسة حمدي وعويدات، ودراسة حمدي التي لم تتناول اتجاهات الطلبة، بل تناولت اتجاهات المدرسين في مرحلة هذه الدراسة نفسها وهي كليات المجتمع والجامعات الأردنية.
الطريقة والإجراءات :
        تم اختيار كلية الملكة علياء للبنات كمجتمع دراسة ، وذلك بطريقة قصدية ، لأن الباحث يعمل فيها معلماً لمادة ثقافة اللغة العربية وتم اختيار طالبات تخصص تربية الطفل عينة الدراسة وفي ذلك تحييد لمتغيري الذكاء والتحصيل إضافة إلى أن الباحث يدرس هاتين الشعبتين ،  حيث استخدم الطريقة التقليدية في تعليم المجموعة الضابطة في حين استخدم جهاز عرض البيانات في تدريس الشعبة الأخرى للمبحث نفسه طيلة الفصل الدراسي الثاني من العام الجامعي 2001-2002م ، لمدة أربعة أشهر بواقع ثلاث ساعات أسبوعياً.
        وكان عدد طالبات المجموعة التجريبية (58) طالبة، وعدد طالبات المجموعة الضابطة (57) طالبة، حسب سجلات قسم الامتحانات في كلية الملكة علياء وتم ذلك بطريقة عشوائية .  

أدوات الدراسة :
استخدمت الدراسة الأدوات التالية :
1. اختبار تحصيلي في مهارات اللغة العربية:
طوّر الباحث اختباراً تحصيلياً مكون من (40) فقرة من نمط اختيار من متعدد لكل فقرة أربعة بدائل . وتم إعداده استعانة بالخطة الدراسية لمادة الثقافة العربية التي أقرتها جامعة البلقاء .
أما صدق الاختبار، فقد تم التأكد منه بعرض فقراته مع خطة الدراسة المقررة ومخطط الاختبار على مجموعة من المحكمين من أعضاء الهيئة التدريسية لمقرر اللغة العربية في كليات المجتمع وعدد آخر في جامعة عمان الأهلية، وطلب إلى المحكمين إبداء الرأي حول مدى ملاءمة الفقرات للأهداف والمحتويات.
أما ثبات الاختبار فقد قاسه الباحث بتطبيقه على عينة استطلاعية من طالبات كلية الملكة علياء (من غير أفراد العينة، ويدرسن في تخصصات أخرى) مكونة من (130) طالبة، موزعات على أربع شُعب، وقد طبّق الباحث الاختبار بنفسه، حيث وضّح تعليمات الاختبار وأرشد الطالبات إلى كيفية تدوين الإجابة على ورقة الإجابة.
وبعد ثلاثة أسابيع تمت إعادة الاختبار، وتمّ استخراج معامل الثبات باستخدام معادلة بيرسون، حيث بلغ (0.89)، وعد هذا ملائماً لأغراض هذه الدراسة.
وقد تم حذف بعض الفقرات، وتعديل صياغة أخرى بناءً على آراء وملحوظات المحكمين، حيث انتهى الأمر إلى الصورة النهائية للاختبار باتفاق 84% من المحكمين على هذه الفقرات.
مقياس الاتجاهات نحو استخدام التقنيات التعليمية في تدريس اللغة العربية :
بعد مراجعة الأدب التربوي المتعلق باتجاهات الطلبة نحو استخدام بعض التقنيات التعليمية، والاستئناس ببعض الآراء والفقرات الواردة في الدراسات السابقة  مثل دراسة نرجس حمدي - دراسات - مج 16 عدد 6/1989. ودراسة حمدي وعويدات - دراسات - مج 21، عدد 1/1994.
 تمّ تطوير استبانة تهدف إلى قياس اتجاهات طالبات كليات المجتمع الأردنية نحو استخدام جهاز عرض البيانات في تدريس اللغة العربية.
اشتملت الاستبانة على (20) فقرة دُرجت كل فقرة من فقراتها في خمسة مستويات: (معارض بشدة، معارض، حيادي، موافق، موافق بشدة) وأعطيت الأوزان (1،2،3،4،5) على التوالي في حالة الفقرات ذات الاتجاه الموجب ، في حين عكست الأوزان في حالة الفقرات السالبة .
صدق مقياس الاتجاهات :
للتأكد من صدق استبانة الاتجاهات لجأ الباحث إلى الخطوات التالية:
أ.  إعداد مجموعة من الفقرات لقياس اتجاهات الطالبات نحو توظيف جهاز   
              عرض البيانات في التعليم . بلغ مجموعها (30) فقرة ، استعانة بالأدب
              التربوي المتصل بقياس الاتجاهات إضافة
إلى خبرة الباحث .
ب. عرضت هذه الفقرات على لجنة من المحكمين مؤلفة من (8) أعضاء هيئة 
    
في كليات المجتمع الأردنية في تخصصات تربية الطفل واللغة العربية و (6) من أعضاء هيئة تدريس في جامعة عمان الأهلية وجامعة البلقاء، إذ طلب منهم إبداء الرأي في الفقرات والتعديلات المقترحة عليها ، سواء أكان ذلك في الصياغة ام المضمون وتم حذف بعض الفقرات التي قلّ معامل تمييزها عن (0.25) واعتمد منها (20) فقرة .
ثبات مقياس الاتجاهات :
        تم التأكد من ثبات الأداة من خلال تطبيقها على عينة استطلاعية من مجتمع الدراسة وخارج عينتها تكونت من (30) طالبة، وتمّ حساب معامل الاتساق الداخلي (كرونباخ ألفا) باستخراج معامل الاستقرار حيث بلغ (0.83) وعد هذا المعامل ملائماً لأغراض هذه الدراسة.
الوسائل :
        تم تدريس المجموعة التجريبية باستخدام أداة (Data show  ) والبرنامج الحاسوبي    (Power point  ) .
إجراءات الدراسة :
بعد الحصول على موافقة عميد كلية الملكة علياء بإجراء الدراسة قام الباحث ذاته بتدريس الوحدات الدراسية ذاتها للمجموعة الضابطة بالطريقة التقليدية، والمجموعة التجريبية باستخدام جهاز عرض البيانات . ثم طبقت استبانة الاتجاهات بعد الانتهاء من التجربة على المجموعة التجريبية فقط. بعدها تم جمع البيانات اللازمة وتفريغها وتحليلها باستخدام الرزم الإحصائية المحوسبة ( SPSS ) .
المعالجة الإحصائية :
        تم استخدام (T-Test ) في تحليل بيانات الدراسة للمقارنة بين متوسطي المجموعتين التجريبية والضابطة على متغيري التحصيل ، واتجاهات المجموعة التجريبية نحو استخدام جهاز عرض البيانات .
نتائج الدراسة ومناقشتها :
        هدفت هذه الدراسة إلى معرفة أثر استخدام جهاز عرض البيانات في تحصيل طالبات كليات المجتمع الأردنية (الحكومية والخاصة) في مادة ثقافة اللغة العربية (101) للعام الجامعي 2001-2002، كما هدفت إلى معرفة اتجاهات الطالبات نحو استخدام هذه التقنية في تدريس ثقافة اللغة العربية.
ولتحديد دلالة الفروق بين متوسطي أداء المجموعتين التجريبية والضابطة تم استخدام الإحصائي (ت) ، ويبين الجدول (1) ملخص نتائج اختبار (ت) للفروق بين متوسط الأداء بين المجموعتين التجريبية والضابطة .      جدول (1):
ملخص نتائج تحليل الاختبار الإحصائي (ت) لاختبار دلالة الفروق بين متوسط أداء المجموعتين             ( ن = 57 و 58).
المجموعة
المتوسط الحسابي
الانحراف المعياري
الفرق بين المتوسطين
قيمة (ت)
الدلالة الإحصائية (P <)
التجريبية
82.13
5.59
8.65
4.75*
0.01
الضابطة
73.48
10.10



* القيمة الجدولية = 1.65.
تشير النتائج الواردة في الجدول (1) إلى وجود فرق إجمالي دال إحصائياً عند مستوى الدلالة (a = 0.05) بين متوسط أداء المجموعة التجريبية في اختبار التحصيل اللغوي، ومتوسط أداء المجموعة الضابطة؛ حيث كانت قيمة الإحصائي (ت) المحسوبة (4.75) وهي تفوق القيمة الجدولية (1.65)، وهذا يعني أن ثمة أثراً إيجابياً لطريقة استخدام جهاز عرض البيانات في تحصيل طالبات كليات المجتمع في اللغة العربية مما يدعو لرفض الفرضية الصفرية الأولى .
        ولاختبار أثر استخدام جهاز عرض البيانات في اتجاهات الطالبات، تم استخدام الإحصائي (ت) لعينتين مرتبطتين للمقارنة بين متوسط اتجاه طالبات المجموعة التجريبية قبل التجربة (استخدام جهاز عرض البيانات)، وبعدها.
        ويظهر الجدول (2) ملخص نتائج اختبار (ت) لدلالة الفروق بين متوسطات الاتجاه قبل التجربة، ومتوسط الاتجاه بعدها.
جدول (2):
ملخص نتائج اختبار (ت) للفرق بين متوسط الاتجاه نحو استخدام جهاز عرض البيانات قبل التجربة وبعدها عند طالبات المجموعة التجريبية

المقياس
المتوسط الحسابي
الانحراف المعياري
قيمة الإحصائي (ت)
مستوى الدلالة الإحصائية (p<)
قبل
3.16
0.44
13.12
0.001
بعد
3.99
0.43

يتضح من البيانات الواردة في الجدول (2) وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط اتجاه الطالبات في المجموعة التجريبية نحو استخدام جهاز عرض البيانات قبل التجربة وبعدها، إذ كانت قيمة (ت) المحسوبة (13.12)، بينما تبلغ قيمة (ت) الحرجة (2.38) أي أن ثمة تحسناً ذا دلالة قد طرأ على اتجاهات الطالبات نحو استخدام جهاز عرض البيانات نتيجة تعرضهن للتجربة في تعلم اللغة العربية.
وتدعم هذه النتيجة رفض الفرضية الصفرية الثانية التي نصت على: "لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (a = 0.05) بين متوسطات اتجاهات أفراد عينة الدراسة التجريبية نحو استخدام جهاز عرض البيانات في التعليم . قبل تعرضها لتجربة التعلم وبعده".
مناقشة النتائج وتفسيرها :
        بالنسبة للسؤال الأول المتعلق بأثر استخدام بعض التقنيات التعليمية في تحصيل طالبات كليات المجتمع الأردنية في مادة اللغة العربية، فقد تبيّن أن متوسطات أداء الطالبات في المجموعة التجريبية على الاختبار التحصيلي قد زاد زيادة ملحوظة من (72.58) في الاختبار القبلي إلى (82.13) في الاختبار البعدي. ومعنى ذلك وجود فرق دالٍ إحصائياً.
        وهذه النتيجة تتفق مع معظم الدراسات التي أجريت سواء أكان موضوع الدراسة في اللغات أم العلوم الإنسانية إجمالاً مثل دراسة كل من فلاتة (1984) في السعودية ، وبعض نتائج دراسة كالاهان (1979) ودراسة البداينة (1997)، ودراسة اشنيور (1993)، والبنا    (1980)، وهولن (1986)، واسكندر والجملان (1985) وآمال (1974).
        حيث أشارت نتائج هذه الدراسات إلى تفوق الأفراد الذين يستخدمون في تدريسهم بعض تقنيات التعليم، على الأفراد الذين يستخدمون الطريقة التقليدية، وربما يعود ذلك إلى أنّ تعدد الوسائط التعليمية، وتنوع الأنشطة يؤدي إلى تنوع الخبرات، وتكاملها وإشراك أكثر من حاسة في التعليم، وبالتالي يؤدي إلى إثارة دوافع الطلبة وشدّ انتباههم، وتزويدهم بالتغذية الراجعة المستمرة، وهذا يؤدي إلى إعطاء تعزيز إيجابي ذاتي للمتعلم ويزيد من تعلمه.
        إضافة إلى موضوع الجدّة والحداثة في استخدام بعض الأجهزة التعليمية، حيث يكون له الأثر الإيجابي في الإقبال على التعلم وإتقانه.
        أما السؤال الثاني المتعلق بالاتجاهات نحو استخدام التقنيات التعليمية في التدريس الصفي فقد أظهرت الدراسة وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط اتجاه الطالبات في المجموعة التجريبية نحو استخدام بعض تقنيات التعليم قبل التجربة وبعدها.
        وهذه النتيجة تتفق مع معظم الدراسات مثل الدراسات التي ذكرت في موضوع السؤال الأول إضافة إلى دراسة حمدي (1991) حول اتجاهات مدرسي كليات المجتمع والجامعات الأردنية حول استخدام التقنيات في التعليم الصفي. 
        ولم يجد الباحث دراسة (في حدود ما وصل إليه) تعارض هذه النتيجة، وربما يعود ذلك إلى ما في هذه التقنيات من إمكانات مثل: توافر عنصر التشويق، والحداثة، والقدرة على شد انتباه الطالبات مما يحقق تكوين اتجاهات إيجابية نحو هذه التقنيات.

التوصيات :
        في ضوء نتائج الدراسة وتفسيرها يوصي الباحث على المستوى النظري بإجراء مزيد من البحوث حول أثر استخدام بعض التقنيات الحديثة مثل الحاسوب وجهاز عرض( Data show )  في التعليم في جميع المراحل التعليمية، ومختلف المواد الدراسية.
        أما على الصعيد العملي التطبيقي فيوصي الباحث بتوفير التقنيات التعليمية الحديثة وبرمجايتها في جميع المراحل الدراسية، إضافة إلى تأهيل المدرسين وتدريبهم على كيفية استخدام هذه التقنيات وتطوير برمجياتها.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق